English

الفجوة الجندرية في تمويل الشركات الناشئة

English

الفجوة الجندرية في تمويل الشركات الناشئة
الصورة عبر Shutterstock

ثمة اعتقاد سائد بين صفوف نحو ثلثي سيدات الأعمال من أصحاب الشركات الناشئة بأن فرص لجوء المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستثمار في مشاريع ناشئة مملوكة لسيدات أعمال أقل من فرص نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، بينما يعتقد 66% منهن أن السبيل الأفضل لسد الفجوة الاستثمارية بين الجنسين (أو ما يعرف بالفجوة الاستثمارية الجندرية) هو زيادة عدد المساهِمات من سيدات الأعمال في شركات رأس المال المخاطر.

كان هذا جزءاً من النتائج التي وردت في تقرير نشرته اليوم منصة "ومضة" بالاشتراك مع مؤسسة تاي دبي "TiE Dubai" و تاي للنساء "TiE Women" بهدف السعي لتكوين فكرة أوضح حول أسباب تشكُّل هذه الفجوة الاستثمارية الجندرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكيفية التغلب عليها. 

خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، لم تحظَ المشاريع الناشئة المملوكة لسيدات أعمال فقط سوى على أقل من 50 مليون دولار أمريكي، أي ما يقارب 2% فقط من إجمالي حجم الاستثمار البالغ 2.4 مليار دولار، في حين اجتذبت المشاريع المختلطة بين مستثمرين من الجنسين استثمارات بقيمة 127 مليون دولار، أي حوالي 5% من إجمالي حجم الاستثمار. ولم تكن الأرقام المسجلة العام الماضي أيضاً في حال أفضل. والجدير بالذكر أن هذه الظاهرة ليست محصورة في هذه المنطقة من العالم، وإنما هي انعكاس لاتجاهات عالمية تهيمن على نمط الاستثمار في بقع أخرى من العالم، حيث لم تحظَ المشاريع النسائية الناشئة في العام 2021 بأكثر من 2% من إجمالي حجم استثمارات رأس المال المخاطر البالغ 6.4 مليار دولار. 

ثمة عدد من النظريات التي تسعى لتفسير هذه الظاهرة، منها الحجة الأكثر شيوعاً بين صفوف المستثمرين حول ما يتعلق بقنوات التمويل، غير أن هذا تبسيط شديد لمشكلة بالغة التعقيد تتعلق بالبُنى الثقافية والاجتماعية القائمة التي تشكل عقبة كأداء في وجه دخول المرأة هذا المعترك. ومن الجدير بالذكر أن الحالات التي تحقق فيها سيدات الأعمال نجاحات في مشاريعهن التجارية، فإنهن يتوجّهن نحو خلق فرص عمل أكثر وتحقيق عائدات أعلى. في إحدى الأبحاث التي نشرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، توصلت المجموعة لنتيجة مفادها إنه لو أتيحت فرص متكافئة لكلا الجنسين من الناشطين في مجال ريادة الأعمال، فإن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يشهد زيادة تتراوح ما بين 2-3%، دافعاً بذلك حجم الاقتصاد العالمي للنمو بقيمة تتراوح من 2.5 إلى 5 ترليون دولار أمريكي.

تقول فرح عمارة، الشريكة المؤسسة لشركة فريش سورس المتخصصة في مجال التكنولوجيا الزراعية المصرية: ”لا شك أن هناك فجوة جندرية كبيرة في السوق نتيجة للأعراف الاجتماعية والثقافية السائدة، ولكن عندي أمل أن من خلال تلك التقارير، يمكننا التوعية بحقوق المرأة وإلهام النساء لتحقيق كامل أحلامهن.“ وأضافت: ”لم يكن تأسيس فريش سورس رحلة سهلة بالنسبة لي كامرأة في مجال الزراعة، بل كانت رحلة مليئة بالتحديات، ولكني كنت محظوظة لأن لدي فريق مؤسس عظيم، كما وجدت موجهين وبرامج استطاعوا أن يدعموني طوال الرحلة.“

وقد صرّح فادي غندور، رئيس مجلس إدارة "ومضة" قائلاً: "إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد خطت خطوات هائلة نحو تعزيز فرص خلق بيئة مواتية للشركات الناشئة وزيادة حجم التمويل المتاح للمؤسسين، غير أن الكثير من العقبات ما تزال تواجه سيدات الأعمال في سعيهن للحصول على التمويل اللازم لاستثماراتهن. ويسلط هذا التقرير الضوء على حجم المعاناة التي تلاقيها المرأة في هذا المجال، وعلى الخطوات التي يمكننا، كبيئة حاضنة للاستثمار، اتخاذها في سبيل تضييق هذه الفجوة الاستثمارية بين الجنسين.

ومن جانبه، صرّح أشيش بنجابي، رئيس مؤسسة "تاي دبي"، قائلاً: "إنه لأمر يدعو للسرور أن نرى المحاولات الرامية لجَسر الفجوة الجندرية قد بدأت تكتسب زخماً متزايداً، وبصفة خاصة ضمن بيئة الشركات الناشئة. ومع ذلك، ووفقاً لنتائج الاستطلاع الأخير الذي أجريناه بالاشتراك مع مؤسسة "ومضة"، فإن الطريق أمامنا ما يزال طويلاً، وخاصة في هذه البقعة من العالم. لا بد من النظر لرائدات الأعمال من السيدات على أنهن رائدات أعمال وحسب. لقد أظهرت نتائج مسابقة تاي العالمية للنساء أن رائدات الأعمال لا ينقصهن الإبداع أبداً وإنه لا بد من معاملتهم على قدم المساواة مع غيرهن وأن يحظوا بنفس الفرص التي تتاح لغيرهن من الساعين للعمل في مجال الاستثمار. وهذا أمر يقتضي تغيير العقلية المهيمنة على بيئة الاستثمار بصفة عامة". 

للاطلاع على التقرير، يرجى الضغط هنا

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.