الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«محمد بن راشد للفضاء» و«آي سبيس» اليابانية يتعاونان في مشروع الإمارات لاستكشاف القمر

«محمد بن راشد للفضاء» و«آي سبيس» اليابانية يتعاونان في مشروع الإمارات لاستكشاف القمر
وقّع مركز محمد بن راشد للفضاء اتفاقية مع شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، التي ستتولى تقديم خدمات توصيل الحمولة والمعدات الخاصة بالمشروع الإماراتي الطموح لاستكشاف القمر.

وستغدو «آي سبيس»، بموجب هذه الاتفاقية، الشريك الاستراتيجي للمركز عند إطلاق المشروع الذي يُعتبر الأول من نوعه في العالم العربي.

ويتضمن التعاون توفير «آي سبيس» مركبة الهبوط، إضافة إلى توفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط.


وتنفذ الشركة المشروع في إطار مهمتها الاستكشافية الأولى، والتي من المقرر إطلاقها عام 2022، ضمن برنامج الشركة التجاري لاستكشاف القمر هاكوتو- آر.


سواعد إماراتية 100%

وفي المقابل، يتولى الفريق الإماراتي في مركز محمد بن راشد لاستكشاف الفضاء تطوير المستكشف «راشد» بالكامل بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين 100%، يملكون خبرة في مجال تطوير الروبوتات.

وسيحتوي المستكشف الإماراتي تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها على تحليل البيانات والنتائج، دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كان الحال في المهمات السابقة.

ومن بين الأجهزة التي سيزوَّد بها المستكشف «راشد» خلال مرحلة التطوير، كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري.

ويعد هذا المشروع جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي.

وبعد تنفيذ هذه المهمة ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ووقع اختيار مركز محمد بن راشد للفضاء على شركة «آي سبيس» لتنفيذ هذه المهمة استناداً إلى كفاءة الإمكانات التكنولوجية للشركة، وذلك بعد إجراء تقييم شامل لشركات مُنافسة متخصصة بخدمات توصيل الحمولات والمعدات إلى سطح القمر.

ويشكّل التعاون مع «آي سبيس» مثالاً جديداً على تميّز مركز محمد بن راشد للفضاء في الاستفادة من سلاسل القيمة العالمية للقطاع الفضائي بالاعتماد على فرص التعاون الاستراتيجي مع الشركاء الرئيسيين.

إثراء المعارف البشرية

وفي هذا الصدد، قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني: «يصب مشروع الإمارات لاستكشاف القمر في صلب استراتيجيتنا لاستكشاف الفضاء 2021 – 2031، والتي أطلقناها في مركز محمد بن راشد للفضاء بهدف تعزيز استراتيجية الدولة لاستكشاف الفضاء، وتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بترسيخ اسم الإمارات في قطاع الفضاء على الساحة العالمية عبر تنفيذ مهمات استكشافية تُثري المعارف البشرية، وتسهم في تطوير التكنولوجيا في العالم بأسره، كما سيسهم هذا المشروع في رسم ملامح جديدة للاقتصاد الفضائي والمعرفي في الإمارات، مواصلةً للتقدم الذي حققته الدولة في مجال استكشاف الفضاء، وصولاً إلى الهدف الأساسي في ترسيخ اسم الإمارات بين طليعة الدول الرائدة في هذا المجال العلمي والحيوي».



وأضاف: «لقد أطلقنا مشاريع فضائية مهمة ومؤثرة عالمياً خلال السنوات الماضية، ولكل مهمة خصوصيتها ومتطلباتها الفريدة، ولذلك نسعى دوماً إلى الاستفادة من الخبرات السابقة الموجودة لدى الدول والمؤسسات العالمية الرائدة، ونقوم بإجراء بحوث دقيقة لاختيار أفضل الشركاء العالميين بحسب متطلبات المشروع وآلياته، وذلك بهدف ضمان تطوير معارفنا عبر تنفيذ المشروع على أفضل وجه. وفي مشروعنا لاستكشاف القمر، وقع الاختيار على شركة (آي سبيس) اليابانية لتكون شريكاً في تنفيذ عملية الإطلاق والاتصالات بعد الهبوط، الأمر الذي سيعزز تعاون دولة الإمارات مع اليابان في مجال استكشاف الفضاء».

توطين تكنولوجيا الروبوتات الفضائية

بدوره، قال مدير برنامج المريخ 2117 ومدير أول لإدارة الاستشعار عن بُعد في المركز المهندس عدنان الريس إن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر يمثل خطوة محورية من أجل تمهيد الطريق أمام إرسال مهمات استكشاف مستقبلية بسواعد أبناء الإمارات، وتوطين تكنولوجيا الروبوتات الفضائية، إذ يتوزع الفريق الإماراتي في المشروع بين فريق متخصص في بناء الهيكل الهندسي للمستكشف، وآخر مسؤول عن الاتصالات، وثالث مختص في إدارة الهندسة والمخاطر، وغيره مسؤول عن الأنظمة الحرارية والتصوير.

ومن المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة تتضمن الهبوط على سطح القمر، والسطحية الأولى، وليلية للأرض، وحرارية، وذاتية، وإرسال بيانات الملاحة التي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة.

دعم فرص الشراكة

وصرح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آي سبيس تاكيشي هاكامادا، قائلاً: «نتشرف باختيارنا من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء كمزوّد لخدمات نقل الحمولة والمعدات إلى سطح القمر، ويسعدنا تأدية دور رئيسي في المشروع الإماراتي الطموح. وسيترقب العالم بأسره وصول مستكشف القمر (راشد) سطح القمر على متن مركبة الهبوط التجارية الخاصة بنا. ويسعدنا أن نواصل تعزيز التعاون بين الإمارات واليابان في مجال استكشاف الفضاء، ودعم فرص الشراكة في مجالات استكشاف القمر بين القطاعين العام والخاص في مختلف أنحاء العالم».

وقال الدكتور جون ووكر، كبير مهندسي مركبات الاستكشاف الجوالة في آي سبيس: «نتوقع ازدياد معدل استخدام المركبات الفضائية صغيرة الحجم في مهام استكشاف القمر، ويسعدنا مساعدة مركز محمد بن راشد للفضاء على إرسال المستكشف (راشد) إلى القمر، في خطوة ستمهد للمرحلة التالية من أنشطة الاستكشاف الخاصة في هذا المجال».

ومن المتوقع أن تسهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دعم الجهود لإطلاق ابتكارات جديدة وتعزيز نمو أنشطة السوق التجارية لاستكشاف القمر وازدهارها، خصوصاً مع توجه أنظار الحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالم نحو هذه المجالات.

الجدير بالذكر أن ​مشروع الإمارات لاستكشاف القمر هو أحد مبادرات برنامج المريخ 2117، ويهدف إلى بناء مستعمرة بشرية على سطح المريخ. كما أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء هو أحد مشاريع برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويحظى بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات (TRA)، والذي يهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية، وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.